الأهداف الكبيرة، الجريئة ،، والمُشعِرة!

Big Hairy Audacious Goals – الأهداف الكبيرة والجريئة ،، والمُشعِرة!

هكذا يسمي مستشار الأعمال جيمس كولينز الأهداف التي يكتبها له ولشركته في كتابه Built to last: Succesful Habits of Visionary Companies “تم بناؤه ليعيش: العادات الناجحة للشركات”.

فكرة جيمس هي أن يستبدل الناس كتابة الأهداف العملية التي تحتوي على مقاييس يمكن عن طريقها تحديد مدى التقدم نحو الهدف (مثل زيادة المبيعات بنسبة 10%)، لتصبح الأهداف أكثر شمولية وبُعدا، وطابعها عاطفي أكثر من كونه استراتيجي، أكثر ارتباطا بالأحلام الكبيرة (مثل الحصول على أول مليون)، الأهداف التي تثير الكثير من التحديات والتساؤلات عن كيفية تحقيقها، ولكنها في نفس الوقت لا تعتبر مستحيلة. بعض الشركات اتخذت هذا الهدف رؤية لها، فأصبح لها شعارا Vision. ويمكن أن تكون هذه الأهداف طويلة المدى (10 – 20 سنة) أو قصيرة لا تتجاوز الأشهر.

دائما ما كانت لدي مشكلة مع كتابة الأهداف وخطة الوصول إليها، ومشكلتي متعددة النواحي، أسوأ هذه النواحي هي أنني لا أحسن الالتزام بعمل روتيني ولذلك فإنني أتحاشى إحراج نفسي بالتخطيط لشيء لن أفعله، والجانب الجميل منها هي أنني أحب ترك الخيارات مفتوحة حتى أختار منها أفضل خيار يوصلني إلى ما أريد ..

في البرنامج الصيفي الذي حضرته ضمن برنامج الماجستير (تحدثت عنه في التدوينة السابقة) كان من ضمن المهام التي أعطانا إياها كريستو نيل في أحد الأيام هي كتابة كل شخص لأهدافه الكبيرة، الجريئة والمشعرة BHAG ،، ويبدو أنني لم أكن الوحيد الذي لا يحب كتابة الأهداف، أو الذين تنتهي أوراق المهام الصغيرة التي يكتبونها متكدسة في أحد الأدراج أو في سلة المهملات، والحمدلله أنني لست مثل أسوأ الناس الذين لا أهداف لهم ولا في مخيلاتهم، طرح الزملاء الكثير من الأسئلة كمحاولة للتهرب من هذا الواجب الصعب، وكانت الأسئلة لطيفة إلا أن سؤالين منهما غيرت إجابتهما مفهومي ونظرتي حول الكثير من الأمور.

السؤال الأول: إن لدينا أهدافا، ولكننا لا نحب مشاركتها مع الناس!

السؤال الثاني: ماذا لو لم نحقق الأهداف التي وضعناها لأنفسنا؟ (وهو سؤال يخفي خلفه: كيف سيكون مظهرنا أمام الناس وأمام أنفسنا إن لم نحقق ما نريد!)

إذا لم تستطع أن تقول للناس ما هو هدفك، فأنت لا تمتلك أهدافًا! عندما يكون لك هدف فهذا يعني أنك مؤمن به إيمانا يدفعك إلى الإفصاح عنه ومشاركته مع الناس. ولا تستكثر الأهداف ولا تخش عدم تحقيق بعضها، ففي طريقك للوصول إلى أهدافك، ستتفاجأ بأنك قد حققت ما لم تكن تحلم يوما بتحقيقه والوصول إليه.

يمكننا بسهولة تشجيع أنفسنا وتغيير قناعتنا حول الخوف من عدم تحقيق الأهداف والنظر إلى مكاسب الطريق إليها ومتعته، ويصعب قليلا تجاوز الاحتفاظ بالأهداف للنفس، مع المحافظة على الخصوصية والقدرة على تحديد الأشخاص المناسبين الذين تفيدنا مشاركة أحلامنا ورؤانا معهم.

غني عن الذكر بأن الجميع في ذلك اليوم كان قد كتب أهدافه، وقد كانت على صورة رسالة موجه لنفس الشخص، عاطفية تقع بين الأحلام والواقع، تبدأ بمقدمة تشبه هذه: عزيزي أحمد، أكتب إليك أهدافي التي قسمتها إلى قصيرة المدى وبعيدة المدى …


تعليقك يُثريني :)

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s